مقدمة عن علم البيئة النباتية

مقدمة عن علم البيئة النباتية 

ظهر مصطلح الإيكولوجيا (Écologie) (Ecology) أو علم البيئة  أول مرة في عام 1866 من قبل البيولوجي الألماني  Ernst Haeckel.

      يوجد إرتباط وثيق بين البيئة والنباتات التي تعيش فيها بحياة الانسان والحيوانات التي تتواجد في تلك البيئات، حيث يعتمد الانسان والحيوان بشكل مباشر أو غير مباشر علي النباتات في الغذاء والمأوي والكساء، ومن الجدير بالذكر أن حياة النباتات تتوقف علي ما توفرة البيئة من متطلبات الحياة. وقد مرت دراسة البيئة بمراحل كثيرة مختلفة من النمو خلال فترات التاريخ، حيث اهتم الانسان منذ زمن بعيد بالبيئة التي يعيش فيها، فكان يبحث عن النباتات ويتخير منها ما يستخدمة في غذائه، ويحمي نفسه من الحيوانات المفترسه، وكذلك تعايش مع التغيرات المختلفة في العوامل البيئية من سقوط الامطار والثلوج والرياح وغيرها خلال تعاقب الفصول المختلفه.

    إستطاع الانسان مع التقدم الذي شهده في مختلف مجالات الحياه أن يتكيف في وسط معيشته وغذاءه من خلال تفهمه لما يحيط به من كائنات حية وعوامل أخري بيئية غير حيه، فقد نشأت الحضارات القديمة في أوساط تتلائم مع ظروف الحياة في تلك الاوساط، فقد دلت الشواهد المختلفة من المتحجرات الكثيرة التي تم تجميعها من اماكن مختلفة من العالم علي الهجرة المستمرة لبعض الاقوام والمجتمعات السكانية من درجات الحراره الغير مناسبة والجفاف Drought التاثيرات الغير محتملة للعوامل البيئية المختلفة في الوسط المحيط، ولقد إهتم العلماء والفلاسفة بالدراسات البيئية وأدركوا أهميتها، فقد اشار أرسطو طاليس (384 – 322 ق.م) في كتاباته عن التاريخ الطبيعي Natural history الي سلوك الحيوانات وعاداتها وما يحيط بها من ظروف بيئية سائده في وسط نموها وقان بتصنيف الحيوانات المختلفة تبعا لموطنها وعاداتها، متجمعه أو في عزلة وأيضا أكلة عشب أو أكلة لحوم وهل مستقرة أم مهاجرة. أيضا إهتم بدارسة النباتات وعلاقتها بالبيئة التي تعيش فيها.  كذلك ثيوفراستس (372 – 287 ق.م) تلميذ أرسطو حيث جاء بمعلومات تخص النباتات ومجتمعاتها في البيئات المختلفة ودرسها من الناحية التصنيفية،فدرس الانواع النباتية من حيث علاقتها بالرطوبة والتعرض للضوء في البيئات المختلفة.

     إهتم العلماء العرب أيضا بهذا المجال فيعتبر الرازي أول من طبق عمليا علم البيئة في الطب حيث درس العلاقة بين العوامل البيئية المختلفة كالحرارة والرطوبة والرياح وغيرها ومواقع المدن وعلاقتها بالصحة والامراض التي تصيب الانسان في بيئته.

    علم البيئة  Ecology علم البيئة النباتية Plant ecology من العلوم حديثة النشأة ويمكن تعريفه علي إنه أحد فروع علم النبات العام  Botany الذي يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية وبما يحيط بها في الوسط التي تعيش فيه، وكلمة Ecology كلمة لاتينية مشتقة من كلمتين  Oikos وتعنى المسكن وLogia وتعنى علم.

     يمكن تقسيم الكائنات الحية الموجودة على سطح الكرة الأرضية إلى كائنات نباتية و كائنات حيوانية وأخري ميكروبية، ولذلك يوجد لكل نوع منها فرع خاص من علم البيئة، فهناك فرع خاص بدراسة العلاقات المتبادلة  بين النباتات وبعضها البعض ومع البيئة التي تنمو فيها ويعرف هذا الفرع بعلم البيئة النباتية  Plant ecology، وفرع آخر من علم البيئة يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الحيوانات وبيئاتها ويعرف بعلم البيئة الحيوانية Animal ecology وفرع أخر من علم البيئة يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الميكروبات وبعضها والبيئة التي تنمو فيها ويعرف بعلم بيئة الكائنات الحية الدقيقة Microbial ecology، ونظرا لان كل من هذه الكائنات لا يوجد بمعزل عن غيرة من الكائنات الاخري في البيئة بل يؤثر كل منهم في الآخر ويتأثر به ولذا كان يفترض أن يتم التعامل مع البيئة على أنها وحدة بيولوجية Biological unit متكاملة تشمل كل من النبات والحيوان والكائنات الحية الدقيقة. فعلي سبيل المثال نجد أن معظم النباتات ذاتية التغذية Autotrophic والتي لها القدرة علي تكوين غذائها بنفسها في بيئة النمو من خلال قيامها بعملية البناء الضوئي Photosynthesis أي أنها تعتبر كائنات منتجةProducers ، وتقوم الحيوانات آكلات العشب باستخدام تلك النباتات في غذائها Herbivores ولذلك تعتبر كائنات مستهلكة أولية Primary consumer، ثم تعتبرهذه الحيوانات مصدراً لتغذية حيوانات أخرى تعرف بالمستهلك الثانوي Secondary consumers، والتي تعتبر هي الاخري مصدراً لتغذية حيوانات أخرى تسمى بآكلات اللحوم Carnivores أو تسمي المستهلك الثالث Top or tertiary consumers، وفي النهاية بموت هذه الحيوانات والنباتات تقوم الكائنات الميكروبية بتحلل أجسامها إلى مواد عضوية تستفيد منها النباتات في تغذيتها وتعرف بالمحللات ,Decomposers.

تحميل من هنا